في البداية مفيش حاجة إسمها عقاب في عالم الطفل، في حاجة إسمها تقويم الطفل، العقاب ده الطفل مبيفهموش، مخ الطفل مبيفهمش يعني إيه عقاب.. إنت اللي بتعمله مع الطفل إنك بتعمل إرتباط شرطي بين فعل معين وألم بيحدث ليه سواء ألم نفسي أو جسدي.. يعني لو كسرت دي هتنضرب… هو هنا مفهمش ليه المفروض ميكسرش دي،أو إيه الغلط فيكسر دي .. وبقى كل تركيزه الهروب من الألم الجسدي، إنه ميتضربش
مبقاش محل تفكير الطفل في الفعل وتدويره وقياسه في مخه وعمل حساباته العقليه حوالين الفعل ده، بقى محل تفكيره في الهروب من الألم النفسي المرتبط بفعله ده.. يعني إخفاء الفعل ده عنك عشان يهرب من عقابك
يعني إنت بالعقاب اللي بتعمله ربيت طفل كداب.. طفل هيحاول يعمل كل حاجة عشان يخدعك.. طفل ملوش كلمة.. طفل بيكره أحد أفعالك، إن مكنش بيكرهك إنت أصلا، بس مفيش قدامه حد يتفاعل معاه غيرك، فبيتفاعل معاك، وإنت فاكره بيحبك. بس هو بيكرهك لأنك بتعاقبه.
طيب لما يعمل حاجة غلط أعمل إيه؟
أولا. لتوقيع العقاب الوهمي ، لازم الطفل يرتكب عن عمد، الفعل، لتلت مرات متتاليه
أول مرة بيرتكب الخطأ بتتعامل معاه بهدوء.. بتمسكه، تفهمه جدا هو عمل إيه وإيه ده والآله اللي بوظها دي وظيفتها إيه في البيت وكده هي معادتش بتعمل إيه
وبتعمل شخصيه وهمية للشيء اللي بوظه ده، مثلا.. الطبق زعلان منك عشان رميته على الأرض.. الطبق ده ممكن يخاصمك وميكلمكش تاني لأنك رميت أكله الليبياكله وخليته فاضي وزعلان
الطفل هيتفاعل معاك جدا، ومش بعيد تلاقيه بيطبطب على الطبق اللي كان عايز يكسره من شويه
المرة التانية بتقوله إحنا مش إتفقنا إننا مش هنعمل ده تاني؟.. بتعمل معاه إتفاق، وبتاخد منه كلمه تفهم منه ليه كرر الفعل ده تاني ؟ هو ليه إحتاج يكرر الفعل الغلط ده؟
ليه رميت الطبق؟ إنت عايز تعمل إيه؟ وحاول تعوضله النقص اللي عشانه رمى الطبق في الأرض
وركز.. إنت المرة التانية أخدت منه وعد… إنه مش هيعمل ده تاني
ولما يتكرر في المرة التالته، عقابك ليه عشان إداك كلمة وخلفها
المرة التالته صوتك بيبقي أكثر حدّية.. ، وبتفهمه إن الطبق زعلان منك ومخاصمك عشان إنت عملت كذا وكذا، وإنت كمان زعلان منه عشان هو وعدك ومنفذش.. إتفق معاك ومنفذش، وإنه لازم يبقى قد كلمته وقد وعده.. وإنت زعلان وإنك مخاصمه عشان موفّاش بكلمته و…….. هو ده التقويم اللي هنتكلم عنه
وخد بالك.. التقويم هنا عشان ملتزمش بكلمته، مش عشان الفعل نفسه، لأن الفعل وقتي زائل، بس الإلتزام بالكلمة أبدي.. إنت كده بتصنع شخص ذو مسئولية.
نيجي للتقويم بقى .. إيه هو التقويم؟ (إنك تحرم الطفل من حاجة هي مش معاه أصلا)
هشرحلك:إنت مش نازل النهارده أساسا ولا على بالك الخروج بالطفل.. والطفل عمل حاجة غلط تستاهل إنك تدايقه، هتقوله طيب إحنا مش نازلين النهاردة.. إنت أساسا مش نازل ولا كنت هتنزل.. بس خلق الحالة دي بيخلي الطفل متعاقب.. كإنك عاقبته بالضبط..
مثال تاني، هو معاه لعبه ماسكها اليومين دول ومبيلعبش بغيرها، وإنت عايز تعاقبه، هتقوله: “طب إيه رأيك بقى عشان عملت كذا كذا، إنت مش هتلعب بغير اللعبة دي طول اليوم النهارده“.
هو أساسا مبيلعبش بغيرها، وإنت محرمتوش من اللعب، هو بالفعل كان بيلعب، ولا زال بيلعب.. بس خلقتله حالة وهمية من العقاب أدت الغرض تماما، بدون أي أذى جسدي“ – أنا زعلان منك“.. أو “مش هلعب معاك النهارده“، ده المفروض هو أقوى عقاب ممكن يقع على الطفل، إنت كده خلاص زعلان منه! المفروض هو دلوقتي خارب الدنيا وآخر حزن.. ده مقياس التربيات السليمة.
في ناس بتعتقد إن المحاولات دي بسيطه ومش هتأثر في تعديل سلوك الطفل
طيب لو فكرنا من منظورك إنت واتفقنا إنه لازم يتعاقب عقاب جسدي شديد. طيب لو مستجابش للعقاب ودا اللي حاصل معاك دلوقتي هتعمل إيه طيب ولما الطفل يكبر شويه بخلاف إن نفسيته إتأثرت منك وبقا بيخاف منك أو بيخبي عليك. هتعاقبه إذاي ولما يكبر أكثر ويصبح أقوي وإنت أصبحت أضعف هتعدل سلوكه إذاي وهو إتعلم البطش والضرب منك وأكيد بيعمل دا مع اللي أضعف منه من زمايله.
في النهايه أفكرك إن الرسول صلي الله عليه وسلم المعلم الأول للبشريه كلها ” لم يبطش قط ” يعني مضربش حد خالص علشان يربيه ويعلمه.